عدوان إسرائيلي مفاجئ على جنوب لبنان.. وبيروت ترد على مندوب تل أبيب في نيويورك
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- ليست إلا ساعات قليلة بين اعتداء اسرائيل على الأحياء السكنية الآمنة في الجنوب اللبناني وبين هجوم مندوبها في الأمم المتحدة على الدولة اللبنانية وحزب الله بسبب الاعتداء الذي تعرضت له قوات "اليونيفل" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في بلدة العاقبية جنوب لبنان.
اسرائيل التي أرادت تنصيب نفسها محاميا عن قوات "اليونيفل" خلال أعمال اللجنة الخاصة باستعراض عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة يوم أمس، رد لبنان على مندوبها بمداخلة دعا فيها إلى الانكفاء عن خطاب التحريض والمزايدات بالنسبة لحادثة مقتل الجندي من الكتيبة الايرلندية التابعة لـ"اليونيفيل"، واعتبر أنه من المؤسف والمشين أن يصار إلى استغلال حادثة أليمة لمرام سياسية ومزايدات، لا تخدم مساعي "اليونيفيل" لإرساء جو من السلام والاستقرار في منطقة بأمس الحاجة إليها".
وأكدت المندوبة اللبنانية "الموقف اللبناني الرسمي المندد بهذه الحادثة الأليمة وجدية التحقيقات التي قام بها القضاء اللبناني، حيث أفضت إلى صدور قرار ظني بحق سبعة أشخاص مشتبه بهم، تم القاء القبض على واحد منهم، والملاحقات الأخرى مستمرة".
وذكرت بأن "الجانب الإسرائيلي ليس في وضع يخوله توجيه الاتهامات أو إعطاء المواعظ في شأن أمن قوات حفظ السلام أو تسهيل مهامها، خصوصا أن الأمثلة عديدة عن الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام، بدءا بقصف مجمع مقر الكتيبة الفيجية لليونيفيل في قانا عام 1996، مرورا بالغارة الجوية ومقتل أربعة مراقبين أمميين في مبنى مرصد هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة عام 2006 في بلدة الخيام- جنوب لبنان، وانتهاء بالمناورات البحرية التي تنفذها المقاتلات الاسرائيلية بمحاذاة سفينة اليونيفيل، وفق ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير (تموز 2022) حول تنفيذ القرار 1701".
وزارة الخارجية اللبنانية التي تبلغت رد لبنان على المندوب الاسرائيلي اكدت أن "العلاقات مع الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل قائمة على التشاور والتعاون والحوار الدائم والبناء لإتمام المهام المنوطة بها في حفظ السلم والأمن الدوليين والمحافظة على الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان".
وكان اعتداء اسرائيلي فاجأ القرى الجنوبية اللبنانية أمس الأربعاء حيث سقطت قذيفة من العيار الثقيل (١٥٥ ملم) على مبنى قيد الانشاء في مزرعة وادي خنساء في قضاء حاصبيا التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود والمواقع الاسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية ما تسببت بأضرار كبيرة في المنزل، في حين توزعت ثلاث قذائف أخرى بين حي سكني دون تسجيل وقوع إصابات في الأرواح.
وحضرت قوة من "اليونيفل" والجيش اللبناني لاستطلاع الوضع وقام لاحقا فريق هندسي من الجانبين بالكشف على القذائف التي سقطت على المنطقة والأضرار التي الحقتها على أن يرفع الجانب اللبناني شكوى ضد هذا الخرق للقرار 1701، بعد التحقق من تفاصيل الاعتداء.
وأعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي أن "جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل متواجدون الآن على الأرض لمتابعة الوضع والمساعدة والتحقق من المعلومات حول الحادث، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية".
وكانت المنطقة اشتعلت بالقنابل المضيئة مساء الثلاثاء، حيث كان يُجري جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريبات عسكرية في مزارع شبعا ومرتفعات الجولان وأطلق قذائف إنارة في أجواء موقعه في "رويسة القرن" جنوب المزارع وإلى الشرق من قرية العباسية الحدودية.
مواضيع ذات صلة