عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 23 شباط 2023

الاحتلال يحول نابلس إلى ساحة حرب لعصاباته

الشهيدان حسام اسليم ومحمد الجنيدي ودعا والدتيهما برسالة صوتية

نابلس– الحياة الجديدة – بشار دراغمة- على طريقة الشهيد إبراهيم النابلسي، في حب الأم، ودع الشهيدان حسام اسليم ومحمد الجنيدي والدتيهما، من خلال رسالة صوتية مؤثرة قبل لحظات من إعدامها بدم بارد على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي.

قال حسام ومحمد إنها محاصران وانهما لن يسلما نفسيهما لعصابات الإرهاب الاحتلالي التي حاصرتهما داخل منزل في البلدة القديمة من مدينة نابلس صباح أمس، في عملية عسكرية واسعة حولها الاحتلال إلى مجزرة ارتقى خلالها 11 شهيدا وأصيب أكثر من 100 بجروح بعضها خطيرة.

خلال لحظات حول الاحتلال مدينة نابلس إلى ساحة حرب لعصاباته، نفذ فيها المحتل جرائم القتل المباشر بحق المسنين والفتية والشبان ولم تسلم النساء من رصاصه حيث أصيبت أكثر من امرأة بجراح. 

على أنقاض المنزل المدمر الذي حاصر الاحتلال بداخله الشابين الجنيدي واسليم، بقع دماء في كل مكان، وعلى بعد أمتار وبين الركام جثامين على الأرض نال منها رصاص المحتل وقذائف الأنيرجا التي دك بها الاحتلال المنزل حتى تدميره بشكل كامل فوق رؤوس من فيه.

وقال شهود عيان لـ"الحياة الجديدة" إن العدوان الاحتلالي على نابلس بدأ بعد أن اقتحمت قوة خاصة المدينة حيث تنكر أفرادها بسيارة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، وتمركزوا بالقرب من المنزل الذي تواجد فيه الشهيدان الجنيدي واسليم، وبعد لحظات اقتحمت عشرات الآليات الاحتلالية المدينة من عدة مواقع وسط ازدحام الأسواق، وسارع جنود الاحتلال بإطلاق النيران في كل اتجاه وبشكل عشوائي تجاه المواطنين، بمشاركة طائرة أباتشي وعدد من الطائرات من دون طيار التي أمطرت الشوارع بالرصاص الحي وقنابل الغاز.

ولم ينقطع صوت سيارات الإسعاف على مدار 4 ساعات، هي مدة عملية الاقتحام التي خلفت المجزرة بحق أبناء شعبنا، وحوصر مئات المواطنين بين الجنود في الشوارع، فيما حوصر مئات آخرون داخل محالهم التجارية بعد أن أغلقوا الأبواب على أنفسهم.

روايات شهود العيان والحالات الطبية للمصابين ومواضع إصابات الشهداء تؤكد أن الهدف كان إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المواطنين، وهو ما أوقعه الاحتلال بالفعل بارتكابه هذه المجزرة التي ارتقى فيها 11 شهيدا.

في مستشفيات المدينة تجمعات أمام ثلاجات الموتى، وكأن المدينة خرجت لتوها من حرب مدمرة، فظل عدد من الشهداء مجهولي الهوية حتى وقت متأخر، في ظل توالي عدد الإصابات التي كانت تصل تباعا إلى المستشفيات.

في مستشفى رفيديا حيث تواجد العدد الأكبر من الشهداء والمصابين ما أن يحمل الشبان شهيدا وهم يرددون شعارات الغضب وينقلونه باتجاه ثلاجة الموتى، حتى تصل سيارة الإسعاف مرة أخرى محملة بشهيد أو مصاب، لم يتحمل الشبان هناك كل هذا الدم والقتل فأصيب بعضهم بالإغماء.

هي نابلس التي يصر الاحتلال على اقتحامها بشكل يومي، ومع كل عملية اقتحام يترك المحتل خلفه جريمة جديدة بالأسر أو بالقتل، ولم يتردد أن ترتقي جرائمه إلى مستوى المجزرة.