صلاح فائق.. شاعر يتدفق حنينا ومنفى
شاعر عراقي، وهو أحد أعضاء جماعة كركوك الأدبية إلى جانب الشعراء سركون بولص وفاضل العزاوي ومؤيد الراوي وجليل القيسي وجان دمو. ويعتبر الشاعر فائق من أهم الأصوت الشعرية في العالم العربي في قصيدة النثر وقد أهدى صفحتنا الثقافية في "جريدة الحياة الجديدة " هذا النص تعبيرا عن الصداقة والمحبة.
يكتب الشعر من وجع المنفى وشغفه إلى رفاقة في كركوك، وبقايا ذكرى مرت من أسواق بغداد إلى سوق الحمدية في دمشق إلى شوارع بيروت حيث كتب سيرة المدن من ألم ووجع، صلاح فائق شاعراً تعلم تدريب القصيدة على الكلام منذ نعومة أظافره وعجن الكلمات مع رغبة ومضى، في بدايته احترف المحبة مع أصدقاء تعود على محبتهم ومحبة كلماتهم وإن كانت حركة جماعة كركوك "سركون بولص، وجان دمّو، ومؤيد الراوي، وأنور الغساني، وفاضل العزاوي وآخرين"، قريبة من حيث الذهاب إلى الشعرإلى حركة تأسست في نيويورك "جيل بيت" ومثلما كان الن غيسبرغ ووليام بوروز وجاك كيروك في الجيل بيت جاء سركون بولص وجان دمو وفاضل الغزاوي وصلاح فائق بحركة جعلت الشعراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب يبحثون ويتساءلون عن جماعة كركوك الشعرية وإن اختلفوا في أسباب القيام ودوافعها إلا أنه كان هناك هدف واحد إضافة إلى رفض الظلم والوضع الاقتصادي السيئ أنه كان هناك هدف نشر الشعر ولفت أنظار العالم لهم.
قال الشاعر التركي ناظم حكمت من منفاه في لييننغراد "وضع الشاعر في الجنة، فصاح آه يا وطني" صلاح فائق الشاعر الإنسان حتى وإن كان يعيش في جنته بين لندن والفلبين إلا أنه أيضا يصيح آه يا وطني
المحررالثقافي
.......
بقليلٍ من فضولِ تتطلعُ إلى نافورة وسط البحر ثم تراها ترتفعُ من رأسِ حوت. جئتُ هنا قبل دقائق, أجفلني من نومي صخبٌ
ونواح: شاهدتُ من شباكي جندياً يحملُ قتيلاً، ربما كان أحد زملائه, أين يذهبُ؟
إلى محرقةِ جثث؟ لا أدري, هذا غير مهم ولا وقادينَ سكارى أصادفهم عند ساحل. ليس مهماً أيضا أن تنفضَ الغبار, كل أسبوعٍ, عن كتبك وذاكرتك وتسمح للأمواجِ تلعقَ قدميكَ وأوراقك.
لا شيء يبدو مهماً اليوم, في هذه الحديقة السرية للكلمات.
*
في مدينةٍ أقل صخباً آوي إلى الفراشِ متأخراً بعد أن أزور خمارة ضاحية. أمس, بعد الظهيرة, خلف دار أوبرا، مررتُ بعميانٍ يتدربونَ, ببنادق جديدة, على التصويبِ إلى جدار بعضهم كان يبتسمُ وآخرون يغنون.
*
أنا أوفرُ ملجأً لعاصفةٍ إذا رأيتها منهكة. أفضّلها على غيومٍ وسحب أخافُ من القطار, لا يقفُ بسهولة وحين يقتربُ أحبسُ أنفاسي العاصفة ليست كذلك, أجدها مهذبة وتطرق الأبواب لذا, عندما تهبُّ, لا ألغي قراءتي, جهاراً وأمام الباب, لإحدى قصائدي.
*
لتكن لك عذوبة الفم الذي لا يتكلم
هكذا تتعلمُ كيف ترفعُ جفنيك نحو أغصانٍ عالية
لشجرة صنوبر، حيث يسكنُ عازف كمان
يسردُ مساءً ما فيهِ على غرباء وهاربين، يختبئونَ هنا
منذ أعوام.
*
أنامُ جالساً وقت الشفق، أو واقفاً مثل فيل
هذا بعد ساعاتٍ من القراءة والكتابة في كهفٍ متخيل
وبعد رجوعي من تسكعٍ خارج كركوك، وألتقي هناك كل مرة
يوحنا المعمدان وهو يغسلُ حصاناً في جدول.
صلاح فائق- ميلانو