طولكرم.. "الكهرباء" أزمة تتعمق
*رؤساء البلديات يتبادلون الاتهامات حول أزمة مستمرة منذ 12 عاما.. فمن يتحمل المسؤولية؟
*بلدية طولكرم تتحدث عن حالة صدام مع سلطة الطاقة: الهيئات المحلية السابقة تعرضت لضغوطات بهدف الانضمام إلى "كهرباء الشمال"
*سلطة الطاقة: "كهرباء الشمال" لن تقبل انضمام بلدية طولكرم إليها لاعتبارات كثيرة
*ملحم: باشرنا بتأسيس البنية التحتية لخط طولكرم –صرة على ثلاث مراحل... متضررون من "قلنسوة" أوقفوا المشروع بعد رفع قضية في المحاكم الإسرائيلية
*مدينة طولكرم تحتاج في الوقت الراهن الى 20 ميجا على الأقل لإنهاء الأزمة لمدة عامين
*لجنة فنية مختصة: فوضى واضحة في توزيع أحمال وهناك وضرورة ملحة لتحديث الشبكة الداخلية
تحقيق: مراد ياسين
تتواصل أزمة الكهرباء في محافظة طولكرم منذ (12) عاما ولغاية اليوم، ورغم تعاقب العديد من المجالس البلدية خلال هذه الفترة وعدم الوصول إلى حلول جذرية غير أن هذه الأزمة تتجدد تحديدا في فترة الصيف، وتصل ذروتها مع ارتفاع درجات الحرارة ولجوء المواطنين إلى استخدام مكيفات التبريد، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة، ما أدى إلى تضرر الكثير من الأجهزة الكهربائية وتلفها.
أزمة الكهرباء كانت تقتصر على مدينة طولكرم فقط، وبعد استعانة بلدية طولكرم بعدد من خطوط القرى والبلدات في المحافظة انتقلت الأزمة الى عدة قرى وبلدات، وسط تبادل الاتهامات من قبل رؤساء البلديات حول من يتحمل المسؤولية في هذا الشأن.
مواطنون يدلون بدلوهم
المواطن ذيب عمارة يقول: "أزمة الكهرباء لن تحل على المدى القريب ولا على المدى البعيد سوى بإعادة هيكلة وتنظيم الكهرباء بشكل كامل بحيث يتم تحديد أماكن الخلل ومعالجتها جذريا، ومن ثم البحث عن مكامن الضعف"، وعلى البلدية تقديم توضيح الى الجمهور بحقيقة الوضع بشكل لا لبس فيه حتى يتفهم النقص الحاصل في التيار الكهربائي، ويمكن أن تضع المواطن في صورة الوضع واعلامه عن موعد قطع الكهرباء، أما أن تقطع الكهرباء في أية لحظة وتضر بالأجهزة الكهربائية بشكل كبير دون سابق انذار فهو أمر غير مقبول، لأن المواطن سينفجر في كل لحظة ما دام ملتزما بدفع ثمن الكهرباء مسبقا.
وليد سمور صاحب محل بوظة عصر الفضاء يقول: منذ (12) عاما ونحن نعاني من أزمة انقطاع متكرر للتيار الكهربائي في مدينة طولكرم خلال فترة الصيف، مؤكدا على ضرورة تغيير البنية التحتية لشبكة الكهرباء في مدينة طولكرم، وتغيير شبكة الكهرباء بشكل كامل وتوزيع الأحمال بطريقة صحيحة من أجل إنهاء قطع التيار الكهربائي بشكل متكرر عن المدينة بشكل نهائي.
وقال عدنان صبح صاحب محل في شارع باريس إن أزمة الكهرباء تؤثر على كافة مناحي الحياة في المدينة، مؤكدا على ضرورة تحرك بلدية طولكرم من أجل إنشاء شركة متخصصة لدراسة البنية التحتية لشبكة الكهرباء في مدينة طولكرم وقياس قدرة الفاقد من الشبكات القديمة والمهترئة في المدينة، وهل توزيع الأحمال صحيح أم لا واعطاء تقرير مفصل للبلدية من اجل معالجة الخلل القائم في شبكة الكهرباء في مدينة طولكرم وربما لا نحتاج الى امبيرات إضافية من المدن والبلدات المجاورة، مؤكدا الحاجة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب للبلديات من أجل إدارتها بطريقة صحيحة بعيدا عن الانتماء الحزبي والقبلي.
أزمة عمرها 12 عاما
وأقر رئيس بلدية طولكرم المهندس محمد يعقوب لـ"الحياة الجديدة" بوجود أزمة حقيقية في قضية التيار الكهربائي في مدينة طولكرم منذ 12 سنة تقريبا، نتيجة الضغوط التي مورست على أعضاء الهيئات المحلية السابقة بغرض الانضمام إلى كهرباء الشمال حسب اعتقاده ورفض البلديات المتعاقبة لهذا الأمر، ما شكل حالة من الإرباك والصدام مع سلطة الطاقة آنذاك، مشيرا إلى حاجة المحافظة إلى خط تغذية ثالث لإنهاء أزمة التيار الكهرباء بشكل فعلي في مدينة طولكرم، مؤكدا أن المدينة تعاني من نقص في القدرة الكهربائية المغذية للمدينة منذ عدة سنوات وآثارها السلبية على المواطنين والبلدية والتجار، لافتا إلى الخسائر الناجمة عن تكلفة استخدام مولدات الكهرباء للتخفيف من الضغط الهائل على الكهرباء تحديدا في فترة الصيف الحار، مؤكدا أن البلدية قدمت الكثير من المطالبات لسلطة الطاقة ولشركة الكهرباء القطرية بضرورة زيادة القدرة الكهربائية المغذية لمدينة طولكرم نتيجة التوسع العمراني والحضاري للمدينة، والدليل على ذلك قيام البلدية في عام 2014 بتوقيع اتفاقية مع شركة الكهرباء القطرية ودفعت 1.5 مليون شيقل تقريبا لمدة خط ثالث من قلنسوه باتجاه طولكرم الا أن اعتراضات أصحاب الأراضي المار منها المشروع حالت دون تنفيذ هذا الامر.
7 محولات وحل مؤقت
وأكد يعقوب أن سلطة الطاقة زودت المدينة بـ 7 محولات كهرباء لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء في مدينة طولكرم، كحل مؤقت بانتظار الحصول على "الامبيرات" اللازمة من قبل الشركة القطرية، مذكرا بأن وفدا من مدينة طولكرم التقى مع رئيس الوزراء محمد اشتيه واطلعه على حقيقة الوضع المأساوي في مدينة طولكرم، وأن رئيس الوزراء شدد على أهمية حل الأزمة بالسرعة القصوى وانهاء هذا الملف وخاصة أن الأزمة عمرها أكثر من عشر سنوات، واوعز لرئيس سلطة الطاقة م. ظافر ملحم بضرورة الاسراع بنقل الطاقة المتوفرة على خط قباطية إلى نقطة عناب لخدمة مدينة طولكرم، مؤكدا ان سلطة الطاقة في الوقت الراهن تقوم بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع وصل شبكة الكهرباء من طولكرم باتجاه دير شرف وصولا إلى صرة، حيث سيمد مدينة طولكرم بـ 40 ميجا لحل الأزمة بشكل جذري، علما أن هنالك 2.5 ميجا إضافية وصلت لخط كفر اللبد طولكرم، ولكن لغاية الآن لم تصل هذه الكمية القليلة نظرا لأن المحول المختص بتخفيض الكمية من (33000-22000) ميجا لم يعمل لغاية الآن.
وأكد يعقوب أن مدينة طولكرم بحاجة في الوقت الراهن إلى 20 ميجا على الأقل لإنهاء أزمة التيار الكهربائي في المدينة لمدة سنتين والى 40 ميجا لإنهاء أزمة التيار الكهربائي لمدة 4 سنوات فقط.
وحول مدى صلاحية شبكات الكهرباء المحلية في مدينة طولكرم لاستيعاب امبيرات إضافة، أكد الجلاد ان شبكة طولكرم الكهربائية من أفضل الشبكات الكهربائية على مستوى الوطن بحسب قوله.
ونفى يعقوب عرقلة البلدية لأي مشاريع طاقة في المدينة، مؤكدا أن البلدية تدعم بشكل فعلي مشاريع الطاقة في المدينة، وهنالك نظام تعتمد عليه البلديات في التعاطي مع هذه المشاريع او اي مواطن يرغب بتركيب طاقة شمسية في منزله مع الالتزام بمعايير الصحة والسلامة التي تضعها البلدية والجهات ذات الاختصاص للحفاظ على حياة المواطنين المستخدمين لهذه الطاقة.
سلطة الطاقة تنفي الاتهامات
بدوره، نفى مدير عام المشاريع في سلطة الطاقة المهندس معن راشد لـ"الحياة الجديدة" الاتهامات الموجهة لسلطة الطاقة بممارسة ضغوط على البلدية لانضمامها إلى شركة كهرباء الشمال، مؤكدا أن سلطة الطاقة ونيابة عن كهرباء الشمال مستعدة لتزويد "الحياة الجديدة" بمراسلة مكتوبة تؤكد عدم نية كهرباء الشمال وسلطة الطاقة ضم بلدية طولكرم لهذه الشركة، لافتا إلى أن "كهرباء الشمال" لن تقبل بانضمام بلدية طولكرم إليها لاعتبارات كثيرة جدا، أهمها أن البلديات المنضوية تحت كهرباء الشمال لا تعاني من اي مشاكل تذكر في القدرة الكهربائية وملتزمة بدفع مستحقاتها الشهرية بانتظام، إضافة إلى أنها لم تضم مخيمات معفاة من دفع ثمن قيمة التيار الكهربائي، كما أن انضمام بلدية طولكرم لكهرباء الشمال بحاجة إلى مبالغ مالية طائلة بمئات ملايين الشواقل من بناء مقرات وشراء آليات كبيرة ومحولات كهرباء وتجديد وتأهيل الشبكات القديمة وحاجتها إلى محولات و"منوفات" وتوظيف طواقم فنية مؤهلة، وبالتالي ستلحق الشركة خسائر مالية فادحة على حد قوله.
ويضيف "بتجربتي الشخصية مع شركات توزيع الكهرباء، أصبحت الشركة تفكر مليون مرة في الوقت الراهن لضم اي بلدة صغيرة أخرى نظرا للأعباء المالية الباهضة التي تتكبدها الشركة نتيجة لذلك"، مؤكدا أن البلديات التي انضمت لكهرباء الشمال قبل 15 عاما كبدت الشركة مئات ملايين الشواقل نتيجة الإصلاحات وإعادة تأهيل هذه الشبكات بطريقة صحيحة، الا انها تمكنت في نهاية المطاف من حل وانهاء أزمة التيار الكهربائي بشكل فعلي في المناطق التي أصبحت خاضعة لها بغرض تحقيق الأرباح الكافية لها وتقديم أفضل الخدمات الممكنة للمستفيدين منها.
ملحم: هذه حقيقة ما جرى
بدوره، تحدث المهندس ظافر ملحم رئيس سلطة الطاقة لـ"الحياة الجديدة" عن الجهود التي تبذلها سلطة الطاقة لمعالجة نقص القدرة الكهربائية في المدينة وقال: إن سلطة الطاقة باشرت فعليا بتأسيس البنية التحتية لخط طولكرم – صرة بتاريخ 24/8/2021 على ثلاث مراحل لحل أزمة انقطاع الكهربائي في مدينة طولكرم والذي سيزود المدينة بـ 40 ميجا واط، مؤكدا أن المرحلة الأولى ستمتد من جنوب طولكرم باتجاه مفرق عناب "نقطة عناب" حيث باشرت سلطة الطاقة بتأسيس البنية التحتية للشبكة كون هذه المنطقة ليست بحاجة إلى موافقات من الاحتلال، والمرحلة الثانية ستمتد من محطة عناب حتى بلدة دير شرف وهذه المرحلة تتطلب موافقة الاحتلال، والمرحلة الثالثة ستمتد من دير شرف حتى محطة صرة وهذه بحاجة إلى موافقات إسرائيلية علما أننا موعودون بناء على تدخل من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بالحصول على اذونات وتصاريح لاستكمال ربط الخط وتزويد محافظة طولكرم بالامبيرات اللازمة، وفي حال تم اخذ جميع الموافقات اللازمة من الاحتلال، سنحتاج فقط أربعة اشهر لانجاز هذا المشروع على اكمل وجه وانهاء معاناة أزمة الكهرباء في مدينة طولكرم لعدة سنوات قادمة .وفي نهاية 24/12/2021 من المفترض ان يتم انجاز المشروع بشكل تام في حال تمكنت سلطة الطاقة من اخذ كل الموافقات اللازمة من قبل الاحتلال.
وحول خط التغذية الثالث الذي تقدمت به بلدية طولكرم عام 2014، والذي دفعت البلدية رسوما لربط شبكة كهرباء طولكرم بنقطة ربط ثالثة بقيمة مليون وأربعمائة وخمسين ألف شيقل من منطقة قلنسوة بغرض الحصول على 20 ميجا واط، وأوضح ملحم أن سلطة الطاقة أجرت اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لاستكمال هذا المشروع لكن فوجئنا بقيام مواطنين متضررين من مدينة قلنسوة برفع قضية على المشروع في المحاكم الإسرائيلية كون أعمدة خطوط الكهرباء ستمر من أراض تابعة لمواطنين من مناطق الـ 48، وتمكنوا من إيقاف هذا المشروع في المحاكم الإسرائيلية، بحجة أنه يمر من أراضيهم ويؤثر على الصحة العامة والبيئة، ما ادى الى توقف هذا المشروع للأسف الشديد .
وكشف ملحم لـ"الحياة الجديدة" عن قيام سلطة الطاقة بتركيب محول بقدرة 10 ميجا فولت أمبير سيحسن القدرة التزويدية للكهرباء في المدينة ويمكن ان نزوده بعدد من الامبيرات الإضافية، وتم تركيبه وصيانته وفحصه وخلال عشرة ايام سيعمل بإذن الله تعالى وسيحسن من خدمة التيار الكهربائي في المدينة، لافتا الى ان سلطة الطاقة وضعت اللمسات الأخيرة لإنشاء مشروع مركزي في الشمال وهو محطة توليد الطاقة الكهربائية في جنين ووضعنا حجر الأساس في عام 2016، نتمنى أن ننهي جميع الموافقات الحكومية على هذا المشروع حتى يكون لدينا مصدر فلسطيني للطاقة يغطي جميع المحافظات الشمالية، لافتا الى ان سلطة الطاقة تمكنت من حل أزمة الكهرباء في محافظات نابلس وجنين وطوباس .
وتطرق ملحم لنية سلطة الطاقة إنشاء مشروع استراتيجي لبناء محطة تحويل في طولكرم واخر في قلقليلية ستؤمن الكهرباء الكافية لتلك المحافظتين لفترات طويلة من الزمن.
تراخيص لأربع شركات للطاقة الشمسية
وعبر ملحم عن دعمه لمشاريع الطاقة الشمسية في المحافظات الفلسطينية، مؤكدا أن سلطة الطاقة منحت تراخيص لأربع شركات للطاقة الشمسية في طولكرم، حيث تم ربط احد المشاريع مع شبكة طولكرم بـ(1) ميجا واط والمرحلة الثانية ستنتج الشركة (1) ميجا أيضا إضافية، والمرحلتان الثالثة والرابعة ستولدان (2) ميجا واط، كما تم إصدار رخصة لشركة فلسطينية لتزويد مدينة طولكرم بـ 20 ميجا واط من الطاقة الشمسية على أربع مراحل.
ولفت إلى أن سلطة الطاقة سنت جميع القوانين التي تسهل على المواطنين الحصول على الطاقة الشمسية المتجددة التي تلزم البلديات بعدم اعاقة هذه المشاريع، وفي حال أعاقت البلديات هذه المشاريع تقوم سلطة الطاقة بإرسال شكوى لوزارة الحكم المحلي لمتابعة الموضوع قانونيا، مؤكدا أن هنالك عددا من البلديات "المتمردة" التي ترفض التعاطي مع مشاريع الطاقة الشمسية .
توسع عمراني يضاعف الاحتياجات
وقال مدير عام الحكم المحلي في طولكرم راغب ابو دياك إن مشكلة التيار الكهربائي في مدينة طولكرم قديمة جديدة نتيجة التوسع العمراني الهائل في المدينة الأمر الذي ضاعف من حاجة التيار الكهربائي في المدينة وأدى الى حدوث أزمة حقيقية في التيار الكهربائي التي أثرت سلبا على كافة مناحي الحياة في المدينة، مؤكدا أن الاحتلال يتلكأ في تزويد المدينة باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية، وحتى الطاقة الشمسية يضع عراقيل أمامها، مؤكدا انه بناء على المعطيات القائمة وتحرك الجهات ذات الاختصاص من الحكومة والبلدية وسلطة الطاقة لإنهاء أزمة التيار الكهربائي في المدينة يعتقد ابو دياك انه في نهاية 2021 سيتم انهاء هذه المشكلة بشكل جذري.
وأوضح محمد زيدان منسق اللجنة الوطنية التنسيقية لاتحادات وفعاليات محافظة طولكرم أن أزمة التيار الكهربائي ما زالت مستمرة لغاية هذه اللحظة، مؤكدا أن سلطة الطاقة أرسلت محولا لمدينة طولكرم بغرض تخفيض القدرة الكهربائية من (33000-22000)فولت لكي تكون شبكة الكهرباء في مدينة طولكرم قادرة على استيعاب الكمية اللازمة لاحتياجات المدينة من الامبيرات اللازمة من نقطة كهرباء عناب بقدرة 40 أمبير، الا أن المحول لم يعمل فنيا لغاية الآن، وبالنسبة لخط صرة فإن الأعمال جارية في أعمال البنية التحتية وبحاجة الى وقت ليس قصيرا لانجازه وبعد الانتهاء منه ننتظر من الجانب الإسرائيلي الموافقة على تمديد خط الكهرباء اليه.
وشدد زيدان على ضرورة العمل بشكل جماعي من إنشاء محطة لتوليد الكهرباء في مدينة طولكرم لإنهاء أزمة التيار الكهرباء بشكل جذري في مدينة طولكرم وإلى الأبد، او تمديد خط تغذية ثالث لمدينة طولكرم من بلدة قلنسوة في الداخل المحتل والتي دفعت البلدية مليون ونصف المليون شيقل للشركة القطرية من اجل الشروع به ولم ينفذ لغاية الان.
وأكد زيدان أن مشكلة الكهرباء في طولكرم خفت قليلا نتيجة انخفاض درجات الحرارة في المدينة في الآونة الاخيرة، وليس نتيجة حلول جذرية من قبل الجهات ذات الاختصاص.
بدوره، قال أمين سر حركة فتح في طولكرم اياد الجراد إن سلطة الطاقة احالت العطاء بشكل مباشر للشروع في البنية التحتية لخط طولكرم – ديرشرف - صرة من اجل تزويد طولكرم بـ 40 امبير على الاقل منها 20 امبير لقرى وبلدات المحافظة و20 امبير لمدينة طولكرم وحدها، مؤكدا أن المدة الزمنية لانجاز هذا المشروع تتراوح ما بين شهرين إلى 3 شهور تقريبا، وكل ذلك يعتمد على موافقة الشركة القطرية لضخ الامبيرات اللازمة للمحافظة الكرمية.
وعبر الجراد عن أمله في انتهاء أزمة الكهرباء في مدينة طولكرم مؤكدا أنه أجرى اتصالات مباشرة مع رئيس سلطة الطاقة المهندس ظافر ملحم الذي وعد ببذل كل الجهود اللازمة لحل هذه المشكلة، مشيرا الى أن سلطة الطاقة تبذل جهودا جيدة في بناء شبكة صرة بانتظار تزويد الجانب الإسرائيلي الامبيرات المخصصة لمحافظة طولكرم ككل وللمحافظات الشمالية بشكل عام.
واشار الجراد إلى أن المواطن مهتم بحل مشكلة الكهرباء كونها مشكلة أثرت على كل مناحي الحياة في المدينة، وبالتالي من يتحمل المسؤولية هي سلطة الطاقة وبلدية طولكرم والشؤون المدنية من أجل انهاء هذا الملف بشكل نهائي.
وشدد رئيس الغرفة التجارية إبراهيم ابو حسيب على ضرورة بذل الجهود الكافية لإنهاء أزمة التيار الكهربائي في المحافظة ككل، مؤكدا أن الأزمة مستمرة منذ 12 عاما على الأقل ولم تجد الحلول الكافية لغاية الآن الأمر الذي أثر سلباً على كافة مناحي الحياة في المحافظة ككل واثر سلبا على المصالح التجارية فيها، آملا من الجهات المسؤولة وذات العلاقة التحرك فعليا على الأرض لإنهاء هذه المشكلة التي تؤثر على الاستثمار في المحافظة وتدفع التجار إلى الهجرة من هذه المدينة التي أصبحت لا تطاق خلال فترة الصيف تحديدا، وخاصة أن درجة الحرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية خلال وقت الذروة في ظل انقطاع متكرر للتيار الكهربائي.
دراسة لإنهاء الأزمة
بدورها، كشفت اللجنة الفنية المختصة لإعداد دراسة مختصة عن أزمة الكهرباء في المحافظة الكرمية لمركز التخطيط والتطوير الاستراتيجي لجمعية التطوير الاقتصادي والاجتماعي بتكليف من اللجنة الوطنية التنسيقية لاتحادات وفعاليات محافظة طولكرم عن توصيات مهمة لإنهاء أزمة التيار الكهربائي في المدينة ومن اهمها الحاجة الى تطوير ودعم الكادر الفني بالجديد من الطواقم المدربة والمؤهلة القادرة على ادارة الأزمة الكهربائية للمدينة المستفحلة من عقود، والبدء في الاشهر القادمة باتخاذ جملة من الاجراءات السريعة منها تحديث الشبكة الداخلية وضرورة تكليف لجنة فنية متخصصة لدعم دائرة الكهرباء في البلدية للمتابعة مع سلطة الطاقة وغيرها من الجهات المعنية وذلك لوضع تصورات واضحة لحل مشكلة الكهرباء على المدى القصير والتخطيط الاستراتيجي لحل المشكلة على المدى طويل الأمد، وضرورة إنشاء قسم للتخطيط في دائرة الكهرباء في البلدية من اجل متابعة عمل التخطيط وتطوير الشبكة بشكل مستمر وضرورة دعم موازنة دائرة الكهرباء وتخصيص المبالغ التي تجبى تحت بند صيانة الشبكة بشكل مباشر للدائرة والعمل على تبديل مولدات الكهرباء القديمة بأخرى أكثر فعالية واعلى قدرة واقل ازعاجا بأسرع وقت ممكن، ومطالبة الحكومة بتوفير كميات مناسبة من الوقود الاضافي لمولد مستشفى الشهيد ثابت والمقاطعة حتى تدخل في برنامج إدارة الاحمال وقت الأزمات.
كما طالبت التوصيات الحكومة باعفاء البلدية من ضريبة "البلو" على المحروقات المستخدمة بالمولدات وضرورة وضع برنامج ذكي لترشيد الطاقة ومتابعته إعلاميا بالشكل الفعال الذي يضمن أكبر مشاركة من سكان المدينة وضرورة العمل مع لجان المخيمات لضبط عملية التبذير في استهلاك الكهرباء وانشاء خط ثالث بحيث يكون قريباً جدا من المدينة من الناحية الغربية الجنوبية لتوفير الطاقة بشكل دائم.
واوضح رئيس جمعية التطوير الاقتصادي د. نائل الحطاب أن هذه الدراسة التي خلصت اليها اللجنة كشفت بشكل واضح العيوب التي تعاني منها الشبكة الداخلية للكهرباء في مدينة طولكرم، لافتا إلى أن محافظة طولكرم تعتمد ومنذ سنوات طويلة على خطين ضغط عالي فقط لتغذية المدينة خط رقم 1 و 2 يحمل كل منهما ما قيمته 16 امبيرا ميغاوات والحد الاقصى لكل منها 430 امبير، علما أن خط رقم 2 كان قد أنشئ في عام 1987 لتغذية المنطقة الشرقية من المدينة مارا بمحاذاة مخيم نورشمس، ومنذ ذلك الوقت لم تزود المدينة بأي خطوط إضافية رغم التوسع العمراني والسكاني وقيام المشاريع الانمائية والمصانع ومناشير الحجر والمجمعات التجارية وقد تفاقمت المشكلة في السنوات الأخيرة وخصوصا على خط رقم رقم 2 كونه يعاني من سوء توزيع الأحمال، والاستخدام غير الجيد لقدراته الفنية ما يهدد بانهيار شبكة المدينة، مؤكدا أن هنالك فوضى في توزيع احمال واضحة على خط رقم (2)، داعيا الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه لانصاف المحافظة من أجل تلبية احتياجات المواطن وتعزيز صموده من خلال إصدار القرارات العاجلة للجهات ذات العلاقة للتنفيذ الفوري لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء في مدينة طولكرم وباقي مناطق المحافظة في أسرع وقت، وخاصة مع دخول موجة الحر الشديد حيث إن هذه الأزمة تعاني منها المحافظة سنوات عديدة ورغم الوعود المتكررة لم تحل، وهي تكبد المواطن والهيئات المحلية والاقتصاد الكرمي خسائر فادحة، وأصبح المواطن لا يحتمل معاناة الانقطاع المتكرر.
إشراف: دائرة التحقيقات
مواضيع ذات صلة